يدخل الأفراد بعلاقات مع بعضهم ومع غيرهم من خارج نطاقهم المكاني، يترتب عليها نشوء نظمهم ومؤسساتهم، المؤلفة بدورها لمجتمعهم، الذي تحيط به ظروفه الموضوعية والذاتية، المولدة بدورها للتغيرات فيه، بل للتحولات الاجتماعية- بنوعيها الإيجابي والسلبي- فيه، الممكن إداراتها من قبل المعنيين بشأنها بنهج الشراكة المتعددة الاختصاصات، سواء أكان هؤلاء أكاديميين اجتماعيين همهم الوحيد معرفة تلك التحولات من اجل المعرفة فقط أو توصيفها وتفسيرها وضبطها والتنبؤ بمسارها، أو ممارسين اجتماعيين ميدانيين هدفهم التدخل بهذه التحولات؛ لتعزيز جانبها الإيجابي وتلافي بعدها السلبي من خلال ما يناسبها من البرامج والمشاريع والأنشطة القابلة للمراقبة والتقييم. وللوقوف على واقع حال إدارة التحولات الاجتماعية في الدول العربية بغرض تقييمه، فقد جاءت هذه الدراسة ببعديها النظري والعملي لسد النقص الحاصل في مجال الدراسات العربية المرتبطة بموضوع إدارة التحولات الاجتماعية، وإذكاء وعي الأكاديميين والممارسين الاجتماعيين العرب بإدارة التحولات الاجتماعية بوصفها مطلبا دوليا تؤكد عليه مخرجات المؤتمرات العامة الدورية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، ومساعدة الدول العربية في الاستجابة المثلى للخطة التنفيذية لإدارة التحولات الاجتماعية للسنوات 2016-2021 التي أعدها المكتب التنفيذي للمجلس الحكومي لإدارة التحولات الاجتماعية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.